الإضراب ليس مجرد موقف اقتصادي يعبر عنه أصحاب المتاجر بإغلاق أبوابهم، بل هو صرخة شعبية تؤكد حق المواطن في مواجهة الظلم والدفاع عن كرامته وحقوقه؛ في شمال الضفة الغربية بفلسطين، تتجسد هذه الروح النضالية من خلال إضراب تجاري شامل في جنين ، احتجاجًا على الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان المخيم تحت الحصار العسكري المشدد الذي تفرضه أجهزة الأمن الفلسطينية في المخيم. بينما حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من تجاوز الخطوط الحمر.
هذا الإضراب الشامل الذي بدأ منذ 15 ديسمبر 2024 ، شمل إغلاق تام للمحلات التجارية وتعطيل حركة المؤسسات والمدار، ويأتي تأكيدًا على أن الإضراب ليس مجرد أداة احتجاج. بل هو حق إنساني ونقابي تستخدمه الشعوب للدفاع عن نفسها عندما تتعرض حقوقها الأساسية للانتهاك. المواطنون وأصحاب المحال التجارية في جنين اختاروا التوقف عن العمل والتضامن مع المخيم والمقاومين الذين يواجهون ظروفًا صعبة تحت الحصار والاشتباكات. ويُطالب السكان بإنهاء الاشتباكات المستمرة ووقف العمليات العسكرية التي تستهدف المقاومين في المخيم.
الإضراب التجاري في جنين حماية للكرامة ودعم للمقاومة
في هذا السياق، نؤكد نحن الكنفدرالية النقابية للقوى المنتجة cosyfop، وكل النقابات المنضوية تحت لوائها، أن الإضراب لا يمثل فقط تضامننا الكلي مع أبناء المخيم الذين يعانون من استهداف ممنهج فقط، بل يعكس أيضًا رفضنا القاطع لأي انتهاك لحقوق الإنسان أو قمع للتعبير عن الرأي.
ونشيد بالهبة الفلسطينية في إغلاق المحال التجارية، والتي هي رسالة واضحة بأن الفلسطينيين رغم كل الظروف، يتمسكون بحقهم في المقاومة والدفاع عن أنفسهم في مواجهة أي تعدٍّ.
النقابات العمالية ودورها المحوري
لجنة التنسيق الفصائلي في محافظات مختلفة، كبيت لحم، استجابت لنداء جنين وأعلنت الإضراب الشامل تضامنًا مع المخيم وأهله. هذا التضامن يعكس قوة الحراك الشعبي المنظم، إذ لطالما مثلت النقابات واللجان العمالية عصب الحراك الشعبي ومصدرًا للدعم والتوجيه في أوقات الأزمات.
الإضراب الشامل الذي شمل جميع مناحي الحياة في جنين وبيت لحم ومدن أخرى يُظهر بوضوح أن الشعب الفلسطيني، بتجاره وشرائحه المختلفة، يدرك أهمية الوحدة في مواجهة التحديات.
حق الإضراب: رسالة للمجتمع الدولي
من المهم أن يُفهم أن هذا التحرك الشعبي ليس فقط رسالة داخلية بين أبناء الشعب الفلسطيني، بل هو دعوة للمجتمع الدولي للوقوف مع حقوقهم المشروعة. فالإضراب يعكس واقعًا يوميًا يعيش فيه الفلسطينيون تحت الحصار والظلم، ويؤكد على أن العدالة والحرية هي حقوق غير قابلة للتفاوض.
الإضراب التجاري في جنين ليس فقط احتجاجًا على الحصار أو العمليات العسكرية، بل هو تعبير عن إرادة شعب لا يرضى بأن تُسلب حقوقه أو يُجبر على الصمت. إنه نداء لكل حر في العالم لدعم الفلسطينيين في نضالهم من أجل العدالة والكرامة.
اقرأ أيضا:
لا تعليق